المتحف القبطي، جوهرة خفية تقع في أحضان القاهرة القديمة، يُعد بوابة فريدة لاستكشاف جانب حيوي ومُضيء من تاريخ مصر الثري: الحقبة القبطية. هذا المتحف ليس مجرد مبنى، بل هو سرد حي لآلاف السنين من الفن، الثقافة، والإيمان المسيحي في مصر، يقع داخل منطقة مجمع الأديان التاريخي، بالقرب من الكنيسة المعلقة ومعبد بن عزرا.
تأسس المتحف في أوائل القرن العشرين، ويضم بين جدرانه مجموعة لا تُقدر بثمن من الآثار والفنون القبطية التي تعكس مزيجًا فريدًا من التأثيرات المصرية القديمة، اليونانية الرومانية، والبيزنطية. من المنسوجات الملونة التي تروي قصصًا دينية، إلى الأيقونات الخشبية المنحوتة بدقة، والمخطوطات النادرة التي تتضمن أجزاء من الكتاب المقدس، كل قطعة تعرض براعة الفنانين الأقباط وإيمانهم العميق.
يتألق المتحف بتصميمه المعماري القبطي الأصيل، بأسقفه الخشبية المنقوشة وشرفاته المزخرفة التي تضيف إلى جمالية التجربة. يُمكن للزوار التجول في قاعاته الهادئة واستكشاف كنوز مثل النقوش الحجرية، الأبواب الخشبية القديمة، الأدوات الليتورجية، والمقتنيات اليومية التي تُقدم لمحة عن حياة الأقباط على مر العصور.
زيارة المتحف القبطي هي فرصة لا تُعوّض للانغماس في فصلٍ هام من تاريخ مصر متعدد الثقافات، وفهم الدور المحوري للمسيحية القبطية في تشكيل الهوية المصرية. إنه ملاذ للسلام والتأمل في قلب صخب القاهرة، يدعو كل مهتم بالتاريخ والفن لاكتشافه.