قلعة صلاح الدين الأيوبي، هي صرح تاريخي شامخ يتربع على تلال المقطم في القاهرة، شاهدة على قرون من تاريخ مصر العريق. تُعد هذه القلعة الحصينة، التي بناها السلطان صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر لحماية القاهرة من الغزاة، من أهم المعالم الأثرية والسياحية في البلاد، وتقدم لزوارها رحلة آسرة عبر الزمن.

داخل أسوار القلعة الشاهقة، تبرز تحفة معمارية فريدة هي جامع محمد علي باشا، المعروف أيضًا بـ "مسجد المرمر" أو "جامع الألبستر". يتميز هذا المسجد بتصميمه العثماني البديع، ومآذنه الشاهقة، وقبابه الرائعة التي تذكرنا بمساجد إسطنبول. يكتسي المسجد بالرخام الأبيض الناصع من الداخل والخارج، وتتزين جدرانه بالزخارف الإسلامية الدقيقة، مما يجعله تحفة فنية تستحق التأمل.

من ساحة الجامع، يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالة بانورامية لا مثيل لها على مدينة القاهرة بأكملها، من الأهرامات الشاهقة في الجيزة إلى نهر النيل المتعرج وأحياء القاهرة القديمة والحديثة. تُعد هذه الإطلالة من أجمل المناظر التي يمكن رؤيتها في العاصمة، خاصة عند شروق الشمس أو غروبها.

بالإضافة إلى الجامع، تضم القلعة عدة متاحف مثل متحف الشرطة والمتحف الحربي، وعددًا من المساجد الأخرى، مما يثري تجربة الزائر ويجعله يغوص في عمق التاريخ المصري. زيارة قلعة صلاح الدين وجامع محمد علي هي تجربة لا غنى عنها لكل من يرغب في استكشاف عظمة التاريخ الإسلامي والعثماني في مصر، والاستمتاع بمناظر خلابة لا تُنسى.